بسم الله الرحمن الرحيم
البحر فى القرآن
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
هذا مقال عن البحر فى القرآن
أنواع البحار :
البحار على نوعين :1-البحر العذب الفرات السائغ الشراب ويسمونه النهر 2- البحر الملح الأجاج أى الشديد الملوحة ويسميه الناس البحر وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج"
الحاجز بين البحرين :
إن البحار سواء عذبة أو مالحة يوجد بينها برزخ أى حجر محجور أى حاجز أى سد يفصل بين الماء العذب والماء المالح بحيث لا يطغى أحدهما على الأخر وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملج أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا "وقال بسورة النمل "وجعل بين البحرين حاجزا "وقال بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان "ومن هنا يتبين لنا أو وظيفة البرزخ هى أى يطغى بحر على بحر أى ألا يختلط الماءان لقوله بسورة الرحمن "لا يبغيان "وهذا يعنى ألا ينقص المالح من عذوبة العذب ولا ينقص العذب من ملوحة المالح
أمواج البحر :
لأى بحر أيا كان نوعه أمواج وهى ارتفاع جزء من الماء وتحركه فى أى اتجاه والموج نوعين 1- الموج السطحى وهو ما نراه بالعين على سطح البحر2- الموج التحتى وهو فى عمق البحر وهو الموج الداخلى وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج"
استخدام الناس للبحار :
يستخدم الناس البحار فى المهام التالية :
-استخراج اللحم الطرى وهو صيد الطعام من سمك وغيره
-استخراج الحلى وهى المعادن كاللؤلؤ والمرجان ليلبسها الناس
-النقل وهو ركوب الفلك وهى السفن لنقل الناس والبضائع من مكان لمكان وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه "
-شرب الماء لقوله بسورة الواقعة "أفرأيتم الماء الذى تشربون "وقوله بسورة المرسلات "وأسقيناكم ماء فراتا "
-استخراج الملح وهذا موجود ضمنا فى قوله تعالى بسورة الفرقان "هذا ملح أجاج "
طعام البحر الحلال :
أحل الله لنا صيد البحر أى طعام البحر وهو اللحم الطرى المستخرج من البحر ويستوى فى الأكل الحجاج والمعتمرين وغيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة "ويقصد الله بصيد البحر اللحم الطرى لقوله بسورة النحل "وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا "وهذا يعنى أن لحم البحر أيا كان نوعه حتى ولو سمينا بعضها خنزيرا أو كلبا
ظلمات البحر :
للبحر ظلمات أى أضرار تصيب ركاب السفن وغيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر "وقال بسورة الإسراء "وإذا مسكم الضر فى البحر "ومن هذه الظلمات حصار الأمواج للسفن وركود الريح
ركوب الناس للبحر :
إن الإنسان إذا ركب السفن فى البحر وأصابه الضرر ينسى آلهته المزعومة ويتجه لله لينقذه من ضرر البحر فإذا أعاده للبر سالما عاد لعبادة الآلهة المزعومة وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا "فالمنجى هو الله .
الرؤية داخل البحار :
إن البحر نتيجة لوجود موجين سطحى وداخلى وفى أحيان لوجود السحاب فى جو السماء يصبح حاله ظلمات أى حواجز تمنع الرؤية السليمة نتيجة حجب أشعة الشمس ونتيجة حركة أمواج السطح والداخل وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعضها إذا أخرج يده لم يكد يراها"فهنا الإنسان لا يهم يرى يده لو وضعها أمامه .
السفن والريح والبحر :
السبب فى نشوء أمواج البحر السطحية هو الريح وهى تعمل على تحريك السفن وهى الجوارى فى البحر وإذا أمر الله الريح بالسكون ساد فى البحر موت للموج ومن ثم تتوقف السفن عن الحركة على ظهر البحر فلا تسير وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره "إذا فالسفن تسير بأمر الله وهو الريح غالبا لأن هناك وسائل أخرى وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره "
النجوم والبحر :
البحر طرق للمواصلات من مكان لأخر ووسيلة معرفة الطريق الصحيح فيه هو النظر للنجوم حيث لكل بلد مجموعة من النجوم فى السماء تدل على الطريق له وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وعلامات وبالنجم هم يهتدون "وقال بسورة الأنعام "وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر "
مصدر البحر العذب:
إن مصدر مياه الشرب أى مياه النهار هو المزن وهو السحاب فمصدر مياه الأنهار كلها هو السحاب وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "أفرأيتم الماء الذى تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون"والدليل على أنه ماء الشرب قوله "الذى تشربون "وبدليل قوله بعد الآيات السابقة مباشرة "لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون "فهنا الله لو أراد الله لحول العذب لمالح لا يشرب وهناك مصدر أخر للماء هو تفجر الماء من الحجارة مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء "
إلتقاء البحرين :
شكل الله الأرض على أسس منها أن تصب الأنهار كلها فى البحار أى أن يلتقى الماء العذب بالماء المالح وقانون الإلتقاء عدم الاختلاط أى ألا يطغى أى ألا يبغى أحدهما على الأخر وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان "والمستفاد من هذا هو أن مستوى الماء فى البحار المالحة كلها هو نفس مستوى الماء فى الأنهار ومن ثم لا يتعدى هذا على ذاك
الأنهار فى اليابسة :
الأنهار هى بحار اليابسة وهذا يعنى أن الأنهار تتوزع فى أنحاء اليابسة وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "وهو الذى مد الأرض جعل فيها رواسى وأنهارا "وقال بسورة النمل "أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا "والسبب فى توزع الأنهار فى مختلف أنحاء اليابسة هو أن يجد سكان كل منطقة ما يكفيهم من ماء شربهم وشرب أنعامهم.
أنواع السفن :
السفن فى البحر تشبه الأعلام وهى الرايات وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام "والسفن تمشى فى البحر بطريقتين :
1-أن تحركها الريح 2- أن يحركها كسب الإنسان أى عمله وهو قد يكون التجديف أو باختراع من اختراعاته وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور أو يوبقهن بما كسبوا "
القول عند ركوب السفن :
أمرنا الله أن نقول عند ركوب الأنعام أو الفلك وهى السفن :سبحان الذى خلق لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون "
لكل بحر ساحل :
جعل الله لكل بحر ساحل أى شاطىء أى يابسة ينتهى عندها والسبب أن ترسو السفن عنده وفى هذا قال تعالى بسورة طه "فليلقه اليم بالساحل "
الإغراق فى البحر من عقوبات المفسد فى الأرض :
جعل الله للمفسد فى الأرض عقوبة هى النفى من الأرض أى اليابسة وهذا يعنى إغراقه فى الماء أى فى البحر وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض "
البحار تحت الأرض :
جعل الله الأنهار تسير بطريقة الجرى تحت الناس ومعنى هذا أن الأرض التى يسير عليها البشر دوما أعلى من مجرى النهر ولذا يقال إنها تحت البشر وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم "وتستوى فى هذا أنهار الدنيا والآخرة وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار "
اللؤلؤ والمرجان فى البحر :
يستخرج اللؤلؤ والمرجان من البحار عذبة ومالحة وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأى آلاء ربكما تكذبان يخرج منها اللؤلؤ والمرجان "
ملكية البحار :
البحار ملكية عامة للبشر وبسبب ظلم البشر لبعضهم فقانون ملكية البحار المالحة هو أن منتصف البحر هو الحد الفاصل بين الدول المتقابلة على شاطئيه وأما قانون الأنهار فهو تقسيمه لحصص توزع حسب عدد سكان كل دولة يجرى ففيها فالأكثر سكانا يأخذ نسبة أكبر حسب نسب من مائة حيث يجمع عدد سكان الدول كلها ويقسم ليصبح جزء من مائة تكون نسبة المياه من النهر هى نسبة الجزء الذى تمثله الدولة فى المئة
البحر المسجور :
هو البحر المفجر يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "وإذا البحار سجرت "وقال بسورة الانفطار "وإذا البحار فجرت "
البحر المداد:
بين الله لنا أنه لو حول ماء البحر لمداد أى حبر تكتب به كلمات الله لنفدت حتى لو جىء بماء سبعة أبحر فستنفد ولا تنفد كلمات الله وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا "وقال بسورة لقمان "ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله "
وقد أورد الله لنا قصص حدثت فى البحار كقصص تابوت موسى(ص)وفلق البحر وغرق فرعون فى البحر وابتلاع حوت البحر ليونس(ص) والقرية حاضرة البحر وغيرهم والمستفاد منها هو عدم الاعتماد على مهنة واحدة فى أى بلدة والاعتماد على مهن متعددة